التجارة الإلكترونية في العالم العربي مستقبلا
مع انطلاق شبكة الإنترنت بدأ سوقا عالميا جديدا بالتشكل ليتيح الفرصة أمام المستثمرين للتوسع والانتشار. في السابق كانت العمليات التجارية تتم بالطريقة التقليدية فقط (Offline) ولكن ومع انطلاق هذه الشبكة بدأت الكثير من الشركات العالمية بالتوجه لها لخلق فرص استثمارية جديدة والحصول على ميزة تنافسية، ولم يكن العالم العربي غائبا عن هذا كله فقد ظهرت مجموعة من المواقع التي تميزت في هذا المجال وكان لها نجاحا كبيرا مع قلتها. وفي دراسة لموقع الباي بال فإنه من المتوقع زيادة حجم التعاملات المالية عبر الشبكة في العالم العربي خلال الثلاثة أعوام المقبلة إلى أكثر من 40 مليار دولار، ووفقا للدراسة نفسها فإن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تتصدران المنطقة العربية في حجم التعاملات عبر شبكة الإنترنت.
وفي السنوات الأخيرة ساهمت الشبكات الاجتماعية ومنها الفيسبوك وتويتر والانستقرام وغيرها في نمو هذا السوق في العالم العربي وتوسعه وذلك بسبب التوجه الكبير من قبل المستخدمين العرب لهذه الشبكات وإدراك الشركات التجارية بل حتى الأفراد للأهمية الكبيرة التي تشكلها هذه المواقع في عالم الأعمال.
وقبل إكمال الحديث أود أن أشير بشكل مختصر إلى النوعين الأساسيين للتجارة الإلكترونية، فهناك جهات تجارية تعمل في أرض الواقع وفي شبكة الإنترنت على حد سواء كبعض شركات الملابس الكبرى مثلا والتي تمتلك مجموعة من المتاجر المنتشرة في الأسواق التقليدية وفي نفس الوقت تتيح إمكانية شراء السلع من موقعها الإلكتروني وهذا النوع هو ما يطلق عليه في اللغة الإنجليزية Click and Mortar أو Click and Brick، أما النوع الثاني من التجارة الإلكترونية فيكون محصورا داخل شبكة الإنترنت فقط وهو ما يعرف بـ Click ومن أشهرها الموقع العالمي Amazon والموقع العربي الشهير سوق كوم.
التوجه الكبير لشبكة الإنترنت من قبل الشركات له أسباب عديدة لعل منها أن الواقع الحالي يفرض ذلك للاستمرار في النجاح وكذلك إمكانية استهداف الملايين من الناس في مختلف أنحاء العالم بعكس الحال في التجارة التقليدية، وفي العالم العربي لم يقتصر الأمر على مواقع بيع السلع بل ظهرت الكثير من المواقع الخدمية الناجحة كموقعترايدنت والذي يقدم خدمات ربحية وغير ربحية، وللسوق العقاري نصيبه أيضا فهناك العديد من المواقع التي ظهرت مثل موقع عقار ماب المتخصص في عرض العقار داخل مصر، وموقع لامودي الذي اطلق نهاية العام الماضي والمتخصص في المجال العقاري بالسعودية وهذا يدل على أن هناك تقدما في هذا المجال في العالم العربي.
جميع المؤشرات تدل على أن العالم العربي يتوجه إلى مزيد من الاعتمادية على الشبكة العنكبوتية وهذا يخلق مزيدا من الفرص لمن أراد الاستثمار في هذا المجال وخصوصا للأفكار المبتكرة التي لها فرصة أكبر للنجاح، واعتقد أنه قد حان الوقت للمزيد من الجهات التجارية أن تتوجه لشبكة الإنترنت قبل أن تجد نفسها خارج دائرة المنافسة في المستقبل القريب.