هل حقاً بإمكان ماركات الهواتف الصينية السيطرة على سوق الهواتف الذكية و كيف طرأ هذا التطور السريع ؟

في الحقيقة ترددت كثيراً في كتابة هذا الموضوع نظراً لكونه ربما سيعبر عن رأيي الشخصي ، لكن بسبب هذا التطور الكبير الذي عرفته التكنلوجيا و خصوصاً سوق الهواتف الذكية و تجربيتي المتواضعة في هذا المجال شجعني على كتابة سطور هذا الموضوع .

كما يعلم الجميع فإن الهواتف الذكية و خصوصاً الصينية منها عرفت طفرة نوعية في الآونة الأخيرة مما خلق التنافس و الذي بدوره يخلق الإبداع ، من كان يقول أن الهاتف سيصبح به قراء لبصمة الأصبع ؟ في السنوات الأخير هل كنت تضن أن كاميرا الهاتف ستتجاوز العشرين ميغابكسل ؟ أو أن الذاكرة العشوائية للهاتف ستتجاوز الثمانية جيجابايت ؟ كان هذا ضرب من الخيال ، السؤال هو كيف طرأ هذا التطور الكبير ؟

لنعود إلى أواخر القرن العشرين و بالضبط سنة 1992 مع أول هاتف ذكي في العالم من شركة IBM و الذي حمل اسم IBM Simon .


مواصفات الهاتف قد تضحك البعض منكم لكن بالنسبة لفترة التسعينيات و بالمقارنة مع هواتف أخرى فهي مرتفعة ، فوزن الهاتف هو 510 غرام مع معالج Vadem  بسرعة 16 ميغا هيرتز نواة 16 بيت بذاكرة تخزين لا تتجاوز 1MB  و كذلك الذاكرة العشوائية للهاتف 1MB ، يحتوي على شاشة 4.5  إنش قابلة للمس ، هذه الأخيرة كانت هي الشيئ الثوروي في الهاتف باعتباره أول هاتف في العالم يأتي بشاشة قابلة للمس . ربما كان هذا الهاتف هو الحجر الأساس لمفهوم هاتف ذكي و ذلك لإحتوائه على العديد من التطبيقات منها تطبيق للإيمايل و كذلك  تطبيق التقويم بالإضافة إلى الآلة الحاسبة و المفكرة و كذلك بعض الألعاب .

في الحقيقة لم تكن هذه هي البداية الحقيقية للهواتف الذكية حيث لم تباع من هذا الهاتف سوى 50.000 قطعة كما أنه لم يعمم على جميع الدول بل تم حصره فقط في الولايات المتحدة ، لكن في سنة 2007 و بعد مرور أكثر من 16 عاماً عن هاتف IBM Simon  أطلقت شركة أبل الأمريكية أول هاتف ذكي مع شاشة ملونة وقابلة للمس ، أتحدث هنا عن هاتف Iphone 1  أو Iphone first generation  .


يعتبر هذا الهاتف ثوروي حقاً من حيث المواصفات حينها لإحتوائه على معالج بسرعة 412 ميغاهيرتز بالإضافة إلى كاميرا خلفية بدقة 2 ميغابكسل و ذاكرة داخلية 16 جيغابايت مع نظام iOS.

كما لاحظتم هناك هاتفين كانوا علامة فارقة و طفرة في عالم الهواتف لكن ما هو سبب هذا الزخم الكبير الذي يعرفه العالم الآن في المجال التكنلوجي و خصوصاً الهواتف الذكية ؟

يعلم الجميع أن نظام iOS  خاص فقط بهواتف أبل ، كان هذا هو المشكل الوحيد الذي كانت تعرفه الهواتف حينها هو أن شركات تصنيع الهواتف ك سامسونغ و سوني و غيرها كان تطور نظام تشغيل خاص بهواتفها فقط هذا ما كان يجعل مستخدم الهواتف يجد صعوبة في التأقلم أثناء التغيير من هاتف لآخر حيث كان لكل هاتف طريقة إستخدام قد تكون سهلة على البعض و صعبة على البعض الآخر .

قبل أن يتم إطلاق أول هاتف من شركة أبل تحت نظام iOS  كان هناك نظام آخر ظهر للوجود سنة 2003 و هو المنافس الحقيقي لنظام iOS  الآن ، أتحدث عن نظام  َالتشغيل Android .


تم إبتكار ال Android  من طرف أندي روبن سنة 2003 لكنة كان نظام بسيط للغاية بالمقارنة مع نظام Symbian  و           Microsoft Windows Mobile ، لكن بعد أن إستحودت جوجل على الأندرويد سنة 2007 بدأ النظام يعرف تطوراً حقيقياً من حيث الواجهة وكذلك دعمه للعديد من الخاصيات خصوصاُ خاصية اللمس ، في سنة 2008 تم إطلاق أول هاتف تحت نظام Android  وهو T-Mobile G1  أو HTC Dream .

بعد أن إستحودت جوجل على النظام جعلته مفتوح المصدر هذا ما أعطى للمطورين حرية أكبر في تخصيص النظام مما جعل الشركات تستخدم النظام على هواتفها و إبرام صفقات كبيرة مع جوجل أبرزها شركة سامسونغ  و التي أطلقت سنة 2009 أول هاتف لها يشتغل تحت نظام الأندرويد و هو هاتف Samsung i7500  أو Samsung Galaxy .


بعد أن إعتمدت سامسونغ الأندرويد نظام تشغيل لهواتفها لحقت بها العديد من الشركات الكبرى لعل أبرزها شركة Sony  مع هاتفها .  Sony Ericsson Xperia X10  

كل هذه العوامل أبرزها نظام الأندرويد ساعدت على ظهور العديد من شركات الهواتف و التي أخذت الشركات الصينية حيزاً كبيراً منها كشركة Huawei  و Lenovo و OnePlus و كذلك  Xiaomi، لكن الشركة الصينية التي سرقة الأضواء هذه السنة هي شركة Lenovo  و التي أعلنت عن أول هاتف مرن أي قابل للطي .


الهاتف يحمل إسم Lenovo CPlus  بالإضافة إلى تابلت يمكن طيها لتتحول إلى هاتف تحمل إسم  Lenovo Folio Tablet


هاذين الجهازين جعلاً الحاضرين في مؤتمر لونوفو و كذلك من تابع البث المياشر على الأنترنيت مندهشين من هذه الخطوة التي أقدمت عليها الشركة باعتبار أن هاتف قابل للطي كان سوى حبر على ورق في السنوات الماضية .

مثل شركة Lenovo  و الشركات الصينية الأخرى هي من تأخذ المبادرة و تقدم على استخدام التقنيات الحديثة و الجريئة في هواتفها قد تكون هذه التقنيات إما سبباُ في فشل الهاتف أو قد تجعل منه علامة فارقة في سوق الهواتف ، لكن مؤخراً لعل بعضكم بدأ يلاحظ أن بعض الشركات أصبحت تستهدف دولاً معينة كشركة Oppo  الصينية و كذلك شركة Infinix  Mobility  التي وضعت رحالها ببعض دول إفريقيا كساحل العاج و مصر و المغرب و كذلك نيجيريا بهواتف منخفضة التكلفة لتنتشر في باقي دول العالم شأنها شأن العديد الشركات الصينية الأخرى التي أصبحت تصدر هواتف منخفضة التكلفة بمواصفات عالية كشركة Xiaomi  التي تم إنشائها سنة 2010 لتأخذ فقط 6 سنوات حتى ضمنت مكاناً لها في سوق الهواتف فأصبحت تنافس كبريات الشركات ك Samsung  و Sony و كذلك Apple ليبقى السؤال كيف تضل هذه الشركات صامدة رغم هذه المنافسة القوية ؟ هذا ما سأجاوبك عليه في الفقرة القادمة .


في الحقيقة ما يجعل شركات الهواتف الكبيرة متربعة على عرشها سوى جملة واحدة ، قد تضحك على ما أقوله لكن هذه هي الحقيقة ، إذا ذهبت عند بائع الهواتف أو حتى إذا قمت بالتسوق على الأنترنيت و مباشرة بعد أن ترى أن إسم الهاتف غير معروف أو إذا رأيت جملة Made in china  أو صنع في الصين ستحكم على الهاتف مباشرة على أنه هاتف رديئ التصنيع و لا يرقى إلى مستوى الهواتف الذكية الأخرى كهواتف سامسونغ أو أبل ، أو إذا وضعنا هاتف صيني ذو مواصفات عالية بجانب أحد الهواتف من شركة سامسونغ مثلاً بمواصفات أقل أنا متأكد أنك ستختار هاتف سامسونغ فقط لمشاهدتك جملة صنع في الصين على الهاتف الآخر ، لكن ما سبب هذا التخوف من الهواتف الصينية ؟ .

عدم إيجاد قطع الغيار الخاصة بالهواتف الصينية أثناء تعرضها للضرر يبقى هو السبب الرئيسي لتخوف البعض من شراء هذه الهواتف بالمقارنة مع الهواتف المعروفة كهواتف سامسونغ ، ليبقى هذا هو العائق الوحيد و السبب الرئيسي الذي يجعل الأمر صعباً  على شركات الهواتف الصينية أن توفر قطع الغيار لهواتفها ، فمن بين عشرات الشركات الصينية تأخد شركة واحدة مكانتها في السوق ليبقى السؤال هو هل يمكننا مسايرة هذا التطور السريع ؟

كل ما قمت بكتابته أعلاه يبقى رأيي الشخصي قد توافقني الرأي أو قد تتخالف معي لذلك يبقى الموضوع مفتوحاً للنقاش .

الموضوع من طرف:  المهدي سعيد
ضمن مسابقة المحترف لأفضل تدوينة لسنة 2016